لغة الامثال في الكتاب المقدس: مثل البواب الساهر




ذكر السيد المسيح في انجيله هذا المثل : (اسهروا وصلوا لانكم لا تعلمون متى يكون الوقت. كانما انسان مسافر ترك بيته واعطى عبيده السلطان ولكل واحد عمله واوصى البواب ان يسهر. اسهروا اذا لانكم لا تعلمون متى ياتي رب البيت امساء ام نصف الليل ام صياح الديك ام صباحا. لئلا ياتي بغتة فيجدكم نياما! وما اقوله لكم اقوله للجميع: اسهروا)  السهر هو من الرموز التي تكررت في الانجيل وقد تكررت الاشارة اليه في امثال اخرى كمثل العذارى وغيره ، والسهر الحقيقي الذي يرمز له في الانجيل هو التسلح بسلاح العلم الصحيح النافع المقتبس من الانجيل ونصوصه المباركة واقتباسه من الرجال المؤيدين من السماء المنصبين من عند الرب وليس وليس من الرجال الأرضيين الخطائين العاديين فكلام الرب والابن يختلف عن كلام الناس العاديين مهما علوا حيث جاء في الانجيل المقدس على لسان يوحنا المعمدان ( الذي يأتي من فوق هو فوق الجميع والذي من الأرض هو ارضي ومن الأرض يتلكم ، الذي ياتي من السماء هو فوق الجميع )
 والسهر يعني الترقب ومراقبة الأحداث التي لها علاقة بتحقق علامات الازمنة التي ذكرت في الكتاب المقدس ، وان يعيش الانسان حالة من التأهب والاستعداد الدائم للتخلي عن مباهج الحياة وزخارفها الزائلة وعدم التعلق بالعائلة والاموال والتجارة وسائر المتعلقات التي تمع الانسان من نصرة الحق والالتحاق بركب المخلص الإلهي القادم من السماء .

ويرمز السهر ايضاً الى الصبر على البلاء والتجارب الصعبة ويرمز الى استقراء علامات الازمنة لمعرفة المسيح العائد ويرمز للتدين الصحيح ، حيث ان كثير منا اليوم يأخذ منهج دينه من افواه الرجال الخطائين ويترك الانجيل وتعاليم الرب الصحيحة فان كل ما نفعله اليوم هو خلاف ما اراده الآب فنرى ان المجتمعات في العالم غارقة في الرذيلة والظلم والفساد والابتعاد عن منهج الرب الصحيح في حين ان الكتاب اراد ان نكون طاهرين انقياء القلوب اصفياء النفوس نظيفي الافعال بريئين من التبعية لكل طائفة او كنيسة او اي مسمى يشق صف الايمان المسيحي ويمزق الجسد الذي تعب لاجله وضحى معلمنا المسيح له المجد  . والانتظار الصحيح يجعلنا مهيئين لاستقباله ان كان بغتة او على موعد فكلا اللقائين هي مفازة بالنظر الى ابن الانسان ومقدمه المبارك .

من فكر المسيح العائد




0 التعليقات: